الأحد، 29 يوليو 2012

كيف تستثمر أموالك بحكمة ؟


كيف تستثمر أموالك بحكمة ؟

إن الاستثمار في سوق الأوراق المالية من أفضل الطرق لتحقيق الأرباح، ولكنه يتطلب التصرف بحكمة وصبر.

فيما يلي بعض القواعد التي ينبغي أن تذكرها وأنت تقوم بالاستثمار:-

استثمر للمدى البعيد، فالاستثمار يجب أن يتم دائما من خلال نظرة بعيدة، على أن تتراوح المدة بين 3 و 5 سنوات. إن الاستثمار للمدى البعيد يعطيك وقتا كافيا لتجاوز التقلبات التي كثيرا ما تواكب التداول في الأسواق، ولكن من المهم أيضا الانتظام على الاستثمار، فقوة النمو المركب لا تعبر عن نفسها إلا على المدى البعيد، إضافة إلى أن هذا النهج يعوّد المستثمر على الانضباط.

استثمر بانتظام وبمبالغ صغيرة، وينبغي أن يكون الاستثمار، شأنه شأن النشاط البدني، نهج حياة، يجب السير عليه بانتظام. وبدل استثمار مبلغ كبير مرة واحدة، من الأفضل استثمار مبالغ صغيرة على فترات منتظمة، ومن البدائل التي يفضلها الكثيرون الاستثمار مرة كل شهر، وهو ما يساعد على تحييد أثر تقلبات السوق، لكي يكون لديك عدد أكبر من الأسهم حين تكون الأسعار منخفضة وعدد أقل منها حين ترتفع الأسعار، ومع الوقت، فإن كلفات الأسهم المتراكمة تتساوى لتشكل خطا مستقيما، وهو أيضا ما يغرس فيك السلوك المنضبط.

استثمر في المشاريع التجارية وليس في الأسهم وحدها، فحين تستثمر في أسهم شركة من الشركات، تكون قد اشتريت جزءا صغيرا منها، لا أسهمها وحسب. وإن مثل هذه المقاربة تزيدك وعيا بنوع الأعمال التي تقوم بها الشركة واحتمالات نموها ونوعية إدارتها، وهي مهمة، وعلى المستثمر أن يتعرف على بضعة أشخاص على الأقل ممن يقفون وراء الشركة.

على أنه ليس علما يجب عليك إتقانه إلى حد الكمال، فليس ضروريا أن تكون ملما بجميع خبايا الشركة، ولكن يجب أن تملك معلومات كافية تعتمد على البحث والدراسة والأخبار الاقتصادية وما يتناقله الناس - بشرط أن يكونوا على إلمام كاف بالأمور - والمنطق السليم. إن الاستثمار في الأسهم يعني في الواقع الاستثمار في الآمال المستقبلية لشركة تجارية ومن الضروري أن نعلم دائما ما طبيعة العمل التجاري وما هي منتجاته أو خدماته، وما تاريخ نموه وكيف يتم إدارته وما هي برامج الشركة للمستقبل.

قوموا بالبحث بأنفسكم، فقد أصبح العثور على معلومات تتعلق بأي شركة أمرا سهلا مع تطور الإنترنت، ويعتبر موقعا Google finance و yahoo finance نقطة بداية مناسبة.

أما المعلومات الأساسية التي يجب البحث عنها فهي نسبة السعر إلى الأرباح (PE ratio)، ومدى نمو هذه النسبة والقيمة الدفترية ونمو الأرباح والربح والخسارة، وتاريخ توزيعات الأرباح على مر السنين وغير ذلك. ومن الأفضل اختيار الشركات اعتمادا على بحث قمتم به بأنفسكم، وابحثوا عن شركات ذات تناسب منخفض بين السعر والأرباح، لأن أسهمها تكون عادة رخيصة وتوفر لكم صفقة رابحة. ولكن هناك بعض الاستثناءات، فليس كل شركة ذات تناسب منخفض بين السعر والأرباح تعتبر استثمارا جيدا، علما بأن هذه النسبة تتعلق أكثر بانخفاض السعر الذي تدفعونه مقابل الأسهم، ولكن لا علاقة لها بجودة الشركة نفسها. إذن، نسبة السعر إلى الأرباح تصلح نقطة بداية، ثم يجب الاطلاع على نسبة نمو الربح على مدى عدة سنوات، بالإضافة إلى الربح لكل سهم.

ولكن لا  تعتمدوا أبدا على نصائح الأصدقاء كمصدر حصري لاتخاذ القرار بالاستثمار، فكل نصيحة من هذا القبيل تلحق الخسائر بألف مستثمر. إن المعلومات موجودة في كل مكان، ولكن هناك أيضا الكثير من المعلومات الخاطئة، إذ إن النصائح مثلها كمثل الشائعات، حيث تنتشر كالنار في الهشيم، وقد يكون وراءها مصالح. إذن لا تصدقوها، إلا إذا كانت تستند إلى بحث غير مغرض وجاءت من مصادر يمكن استكشافها من خلال المزيد من البحث للتوصل إلى نتيجة تمكنكم من اتخاذ القرار.

لا تستثمروا ألا الأموال التي يمكنكم المخاطرة بها، ولا تستثمروا أبدا في سوق الأوراق المالية، إلا إذا كنتم تملكون مبالغ كافية من المال مودعة في حسابكم المصرفي، فالمال المستثمر في السوق لا يجوز أن يكون سوى ما تبقى بعد دفع كل التزاماتكم الشهرية مثل رسوم تعليم أولادكم والإيجار والفواتير وغيرها، وكما سبق وقلنا، انتظموا على استثمار المبالغ الصغيرة.

كونوا على علم بالمخاطر قبل الإقدام على الاستثمار، فرغم أن الأسواق المالية يمكن أن تكافئكم بسخاء كبير، إلا أن فيها عامل خطر يلازمها دائما، فأسعار الأسهم يمكنها الانهيار والقضاء على معظم رأس مالكم، وعليكم أن تعلموا ذلك قبل أن تستثمروا، وفقط إذا كنتم على استعداد للمخاطرة قوموا بالاستثمار. ومع ذلك، فمثل ما يقال عن جميع المخاطرات، إن أكبر الأخطار يكمن في عدم المخاطرة، وإنه كلما كان الخطر أكبر، كلما كان العائد أكبر، وعليكم أن تعوا ذلك وأن تكونوا مستعدين لتبعات لا مأمن من حدوثها.

نوّعوا استثماراتكم، ولا تضعوا كل البيض في سلة واحدة، واشتروا أسهما لشركات في قطاعات مختلفة، ولكن لا تبالغوا في التنويع، لأن نشر رأس مالكم بين عدد أكبر من اللزوم من الأسهم مثله مثل عدم التنويع، وتكفي حزمة استثمارية من 10-15 سهما.

انتظموا على تحويل الأرباح إلى نقود من خلال بيع الأوراق الرابحة على فترات منتظمة، وكلما بلغت استثماراتكم هدفا سبق وحددتموه، ينصح ببيعها أو جزء منها، فسيمكنكم دائما إعادة شرائها بسعر أدنى. وتذكروا أن السهم لا يعود عليكم بقرش حتى تكونون قد بعتموه وتلقيتم قيمته نقدا، والعبرة في الشراء بثمن رخيص والبيع بثمن غال، ثم إعادة الكرة.

أوقفوا الخسائر، وتذكروا دائما عدم الالتصاق بالأسهم الخاسرة لمدة أطول من اللزوم، إلا إذا كان لديكم سبب وجيه جدا لذلك، مع التأكيد على أن رفض المرء الإقرار بالخطأ ليست سببا وجيها. إننا جميعا نتعلم من أخطائنا، وقد ارتكب الجميع، بمن فيهم وارن بافت وراكيش جونجونوالا له نصيبه من الأخطاء، فتعلموا كيف الإقرار بالخطأ وإيقاف الخسارة عبر بيع أسهمكم الخاسرة، واعتبروها بمثابة رسوم تعليم.

إن الصبر فضيلة، والنقاط الصغيرة تصنع محيطا، والقلاع تبنى لبنة فوق لبنة، وذلك ينطبق على بناء الثروة. لا تدعوا الأحلام تراودكم بأنكم ستصبحون أثرياء بين ليلة وضحاها، فباشروا الاستثمار في مرحلة مبكرة وانتظموا عليه واستمروا فيه لسنوات، فبناء الثروة يستغرق سنوات، وعلى مر السنين تستطيعون جمع أسهم عالية الجودة ستصنع لكم ثروات طائلة، ولكن الأمر يستغرق وقتا، فلا تفقدوا صبركم، بل استمتعوا بالطريق.

استمتعوا، فالاستثمار ممتع جدا ولكل أسلوبه في الاستثمار وتفضيلاته في بناء محفظته الاستثمارية. استثمروا في الشركات التي تثير اهتمامكم واستمتعوا بالطريق، ولا تدعوا النجاح يفقدكم صوابكم، ولا تدعوا قلوبكم تتأثر بالفشل، وحاولوا مرة أخرى وأخرى

هناك تعليق واحد:

  1. ,من اين اجد الشركات التي اود ان استثمر 5000ايرو

    ردحذف