الأحد، 29 يوليو 2012

كيف تستثمر وقت فراغك ؟


استثمر وقت الفراغ دائماً
الكثير منا ربّما يجد صعوبة في ايجاد وقت الفراغ لأنه:

دائم الانكباب على إنجاز أعماله وهذه ظاهرة ليست صحيحة دائماً بل ينبغي أن نوفّر وقتاً نخصّصه لأنفسنا أيضا فإنا إن لم نفعل هذا لم نحظ بالاهتمام بأنفسنا ولا نحصل يوماً على وقت نجد فيه فرصة سانحة لذلك..

لأن العمل يلتهم أوقات الإنسان فإذا لم يستعص عليه أحياناً ليوفر لنفسه الراحة سيقع فريسته دائماً.. بينما نرى الآخرين يستمتعون بساعات حلوة وجميلة من حياتهم.

والخروج من هذه الأزمة بسيط وبوسعنا جميعاً تحقيقه وهو:

أن توفّر لك وقتاً من الفراغ لتنعم به وتستمتع بقسط من الراحة بعيداً عن عناء العمل المتواصل وضغوطاته، مثلاً يمكنك الوصول إليه إذا:

1ـ وضعت لنفسك عطلة اسبوعيّة والتزمت بها.



ـ ملأت فراغ العطلة بأعمال أخرى تغاير أعمالك اليومية بالمرّة مثل:



سفرة مع العائلة، إقامة مجلس، حضور احتفال، زيارة للمراقد المقدّسة أو السياحية، اصلاح ذات البين، الجلوس في البيت مع العائلة والأولاد، اصلاح بعض الآلات المنزلية، القيام بزراعة باحة المنزل أو الحضور في المسجد للقيام بالمزيد من النوافل وتلاوة آيات من الذكر الحكيم أو الأدعية. والى آخره. إن لوقت الراحة ووقت العمل أهميّة متكافئة في تشكيل شخصيتنا الإدارية وإظفائها بالتفاؤل والنشاط والفاعلية..



لأن الراحة تضفي عليك النشاط الجسدي والمعنوي وتزيد من قربك من عائلتك وأولادك وأقربائك وأصدقائك أيضا إن أعطيتهم مقداراً من وقتك ولعلّ هذا أيضا أحد الحكم في جعل الإسلام يوم الجمعة يوم عيد وحبّب فيه التوسعة على العيال كما يستحب فيه الغسل ولبس الملابس النظيفة أو الجديدة كما جعل ليوم الجمعة بعض الأعمال العباديّة والاجتماعية التي تقوّم حياتنا وتجعلها أفضل جسداً وروحاً.



إذن وقت الفراغ يساعدنا في إقامة علاقات شخصية واجتماعية جيدة ويعزز وجودنا في المجتمع. لذا لا تدع العمل المتواصل يسلب وقتك فيحرمك من تذوّق ثمرة جهودك كما يحرمك من الشعور بلذة العمل وبلذة الاستمتاع بالحياة الأسريّة والاجتماعية وهنا نذكّر بما ورد عن المعصومين(ع) في تقسيم الوقت حيث يقول الإمام الكاظم(ع): اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات ساعة لمناجاة الله وساعة لأمر المعاش وساعة لمعاشرة الاخوان والثقات الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن وساعة تخلون فيها للذّاتكم في غير محرّم وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات(25).



إذن.. إذا شعرت بصعوبة الاستفادة من الوقت تمعّن بدقّة ورويّة وخذ بالطّرق التالية:



1ـ الاستفادة من الوقت لأنّه عامل اساسي بل ومعيار يحدّد مدى تقدّمك أو تراجعك فإذا عرفت بأنّك لا تملك الوقت دائماً ينبغي أن تعرف أنّك لم تتمكّن من السيطرة عليه أولاً ثم لم تتوصّل إلى كيفيّة الاستفادة منه.. فالذنب ليس ذنب الوقت بل ذنبك أنت.



2ـ الأولويّات.. وهذه نكرّرها عليك في اكثر من مرّة لأن التأكد منها دائماً يعطيك فرصاً كبيرة للنجاح إذ من لا يعرف أولوياته أو لا يلتزم بنظامها قد يجد نفسه أنه قام بأشياء كثيرة إلا أنه لا فائدة منها.. لذا حدّد أولوياتك أولاً ثم التزم بها ما أمكن.



3ـ تنظيمك الشخصي.. وهذا قد يتطلّب منك تغيير بعض عاداتك الشخصية طبعاً أن تغيير العادات - مثل التسوّق والأعمال المنزلية، والجلوس مع الأصدقاء والتدخين في الكازينو أو المقهى... الخ - ليس بالأمر السهل حتى أنه جاء في الروايات: (رد المعتاد عن عادته كالمعجز)(26) إلا أن المراقبة الدائمة لحياتنا اليومية في المنزل أو العمل توصلنا إلى طرق افضل لكسب الوقت.



ومن الواضح أن كل هذا يتطلّب منك التفكير والتخطيط المستمر..



إن التخطيط السليم والتقيّد ببرنامج عمل مدروس ومنظّم تراعي فيه الجدولة الزمنية مع الأهداف أمور أساسية تعطيك القدرة الأفضل على التحكم بالوقت حتى تجعله طوع إرادتك وأهدافك دون العكس.



ومن المؤسف جداً أن الذين يعتبرون التفكير والتخطيط عملاً حقيقياً قليلون مع أنه بمنزلة الرأس من الجسد لكل عمل ناجح.

وينبغي أن نعرف أخيراً أن الدنيا ليست بأيدينا خصوصاً وإنها دار امتحان واختبار وينبغي أن يجعلها الإنسان مدرسة للمزيد من التعلّم والارتقاء فقد نجد أن الرياح تسير ليس وفق ما نشتهي نحن فتقلب ما خطّطنا وتغيّر الأمور على عكس ما نريد وتارة تجري مثلما نحن نريد والمهم في كل هذا أن نحفظ تماسكنا دائماً ونتحلّى بالصبر والإرادة والتصميم لكي نجعل من التسامح طريقاً لنجاحات أكبر وأفضل بلا غرور أو ترهّل كما نجعل من الفشل تجارب جديدة ومنطلقاً جديداً للمزيد من العمل والتحدّيات وتذكّر دائماً مضمون الحديث الشريف:

(المؤمن أقوى من الجبل لأن الجبل ينال منه والمؤمن لا ينال منه)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق